أذهل "كيدو" مئات الآلاف بقدرته على التركيز ومعرفة مكان الكرة المخبوءة في واحد من 3 ثم 4 كشاتبين تخلطها مالكته أمامه كالدوامة، فيكتشفها بثوان ويدل عليها بسرعة، لذلك فتحوا له صفحة في فيسبوك، وفيها راحوا يمدحونه، وأحدهم ياباني كتب فيها: هو حيوان ينجح وأنا إنسان أعجز أمام هذا اللغز وأفشل.
ولا نرى في أدبنا الحديث شيئا كتبه أحدهم عما حدث له في "لعبة الكشاتبين" سوى ما رواه الكاتب السوري، مصباح الغفري، الذي توفي في 2004 بمنفاه الباريسي، وهي حكاية قصيرة كتبها قبل 50 سنة، ونقرأها الآن في موقع "رابطة أدباء الشام" على الإنترنت" وكانت عن "فخ" وقع فيه مع لاعب 3 كشاتبين فقط، فجعله يعود إلى بيته في دمشق نادما محسورا. كتب الغفري: كان في جيبي خمس ليرات لا أملك من حطام الدنيا غيرها، يوم كان هذا المبلغ يكفي لإطعام عائلة كاملة لمدة يومين. كنت عائداً إلى البيت عندما رأيت لاعب الكشاتبين، كلُّ رأسِ ماله ثلاثة كشاتبين وحَبّة من الحمّص وخِفة في اليد يتحلق حوله عدد من الناس، عرفت فيما بعد أن أكثرهم من شركائه وأعوانه، وهو يصيح: فتّح عينك تاكل ملبن. توقفت للفرجة. كان شركاؤه يقامرون معه، يراهنون فيربحون، أغرتني اللعبة، وقلت في نفسي: هذه طريقة سهلة لكسب مبلغ من المال يفرح به العيال.. وراهنت على حبة الحمص، وتحت أي كشتبان سوف تكون، راهنت خمس مرات وطارت الخمس ليرات في لحظات، وعدت إلى البيت سيراً على الأقدام.